تطوان: جولة في قلب التاريخ والجمال الطبيعي

تعتبر مدينة تطوان واحدة من أبرز وأشهر الوجهات السياحية في شمال المغرب، بحيث تجمع المدينة بين التاريخ العريق وجمال الطبيعة الخلابة. تقع المدينة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتميز بموقع استراتيجي والذي جعلها من أجمل الأماكن التي تجسد الثقافة المغربية والأندلسية. فتاريخها العريق والذي يمتد لقرون عديدة، جعل منها وجهة مثالية للسياح وخصوصا الذين يبحثون عن تجربة غنية للتعرف على الموروث الثقافي وكذلك التاريخي، بالإضافة إلى توفرها على مناظر طبيعية ساحرة وكذلك شواطئ يمكن أن نقول أنها من بين أشهر الشواطئ المعروفة عالميا.
تُعتبر مدينة تطوان العتيقة جزءًا من التراث العالمي لليونسكو، بحيث تتوفر المدينة على العديد من المعالم السياحية. كما أنه يوجد بها العديد من الشواطئ الجميلة وكذلك الحدائق الهادئة والمطاعم التي توفر للزوار مجموعة غنية من الأطباق المغربية التقليدية المشهورة وهذا ما يطبع على زيارة المدينة طابعًا خاصًا. بالإضافة الى ذلك، يؤثر على مدينة تطوان الطابع الاسباني والذي نلمسه بشكل واضح في معمارها وثقافتها.

تاريخ مدينة تطوان تاريخ طويل وعريق:

مدينة تطوان تزخر بتاريخ طويل ومعقد وهو يمتد لقرون طويلة، وهذا ما جعلها تتأثر بتعدد الحضارات وكذلك الثقافات والتي مرّت بها المدينة على مدى العصور، وكل هذا جعلها واحدة من أهم المدن المغربية المعروفة بالطابع الثقافي الفريد من نوعه.
التأسيس: يرجع تأسيس مدينة تطوان الى العصور الإسلامية المبكرة، بحيث يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر ميلادي. ويحكى أن المدينة تم تأسيسها على يد المسلمين وبالضبط الأندلسيين والذين هاجروا من الأندلس وذلك بعد سقوط مدينة غرناطة والتي كان يحكمها المسلمين، بحيث كانت المدينة في تلك الحقبة عبارة عن مستوطنة لكنها عرفت تطور سريع بسبب الموقع الاستراتيجي الذي تتوفر عليه وذلك بالقرب من البحر الأبيض المتوسط.
العصر المريني: أصبحت مدينة تطوان في القرن الرابع عشر جزءًا من الدولة المرينية، وكانت من بين إحدى أقوى وأشهر السلالات المعروفة التي حكمت المغرب في تلك الحقبة. بحيث تم تعزيز المدينة وكذلك بناء العديد من المنشآت، مما ساعد في نمو المدينة وازدهارها.
التأثير الأندلسي: يعتبر التراث الأندلسي من بين أحد الجوانب الأكثر تميزًا في تاريخ مدينة تطوان ويتجلى في معمارها وثقافتها وذلك بسبب سقوط الأندلس، بحيث هاجر العديد من الأندلسيين باتجاه المغرب وبالضبط الى مدينة تطوان وبعض المدن الأخرى، وهذا ما ساهم بشكل كبير في تطور المدينة وتشبعها بالثقافة الإسبانية والعربية في آن واحد.
الاحتلال الإسباني: خضعت تطوان للاحتلال الإسباني وذلك في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بحيث كانت المناطق الشمالية تخدع للاحتلال الاسباني والجنوب للاحتلال الفرنسي. وخلال هذه الفترة، عرفت المدينة تطورًا كبيرا على صعيد البنية التحتية، من أبرزها الطرق والمباني التي جمعت بين الطابع المعماري الإسباني وكذلك التقليدي المغربي.
الاستقلال وبعد الاستقلال: في سنة 1956 استقل المغرب عن الاحتلال الأجنبي فأصبحت تطوان مدينة من المملكة المغربية. فجمعت المدينة بين الماضي والحاضر بعد الاستقلال والى غاية الآن، حيث ترمز معالمها التاريخية الى التطور الذي عرفته المدينة على طول الوقت والى الوقت الحاضر. وهذا ما جعل المدينة القديمة لتطوان تدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو وذلك في سنة 1997، وذلك اعترافا للأهمية الثقافية والمعمارية للمدينة.
التأثيرات الثقافية والدينية: كانت مدينة تطوان دائمًا تلعب دور مركزي وثقافي وديني في المغرب. بحيث تأثرت المدينة بالعديد من الثقافات التي مرة على مدار تاريخها، ونجد من بينها الثقافة العربية، الأندلسية، وكذلك الإسبانية، وهذا التنوع جعلها تحتل مركز مهم على صعيد الفنون والموسيقى وكذلك الأدب.

ماهي أهم الأماكن السياحية في مدينة تطوان؟

تطوان هي من أهم المدن السياحية والتاريخية التي تقع في شمال المغرب، وتعتبر واحدة من أشهر الوجهات السياحية في المنطقة وفي المغرب أيضا وذلك من خلال تاريخها الطويل والعريق وتواجد المواقع السياحية الفريدة بها. ومن أهم الأماكن الموجودة بالمدينة نجد:
المدينة العتيقة: تعتبر المدينة العتيقة بتطوان من أهم المعالم التاريخية الموجودة في المدينة، بحيث مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو. ومن أهم المميزات التي تشتهر بها هي شوارعها الضيقة والمنازل البسيطة المزخرفة وكذلك المباني التاريخية.
متحف تطوان للفنون المغربية: يوجد في قلب المدينة العتيقة متحف شهير، والذي يعرض مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المغربية التقليدية منها نجد اللوحات وكذلك المخطوطات.
القصبة: توجد القصبة في الناحية العلوية من المدينة العتيقة، بحيث تعتبر حصن يرجع الى عهد المسلمين وهي مازالت شامخة على مدار التاريخ والى الوقت الحالي. وتوفر لزوارها اطلالة رائعة وجميلة على المدينة وكذلك على البحر الذي يبدو بعيدا لشيء ما.
شاطئ مارتيل والمضيق: يوجد بالقرب من تطوان شاطئين جميلين هما شاطئ مارتيل والمضيق، وهما من أشهر الشواطئ الموجودة في المنطقة. بحيث يتميزان بمياه نقية ورمال ذهبية بحيث يقضي الزوار أوقات ممتعة من خلال الاسترخاء فيهما، ويعرفان في فصل الصيف باكتظاظ كبير بحيث يتوافد عليهما سكان جميع المدن المغربية وكذلك الجالية المغربية والأجنبية.
منطقة الزرقاء: هي واحدة من أجمل المناطق الجبلية الموجودة بالقرب من تطوان، ويعد مكانًا مثاليًا للمشي وركوب الدراجات الجبلية وكذلك السباحة بالسهريج القديم، حيث يتيح لك الاستمتاع بالطبيعة الخلابة وقضاء وقت ممتع.
موقع بلدية تطوان: هذا الموقع يتميز بالنمط المعماري الفريد بحيث يجمع بين التأثيرات الإسبانية وكذلك المغربية. ويوجد في هذا الموقع ساحة كبيرة والتي يوجد بها المقاهي والمحلات التجارية.
جبل درسة: يعد من الأماكن الجميلة في المدينة بحيث يوفر إطلالات رائعة على المدينة بصفة خاصة والمنطقة المحيطة بالمدينة بصفة عامة، ويمكن لمحبي صعود الجبال الاستمتاع بوقت رائع من خلال تجربة المشي في طبيعة المدينة الجميلة.
ساحة مولاي المهدي: تعتبر ساحة مولاي المهدي التاريخية من أهم الأماكن التاريخية الموجودة وسط المدينة، والتي تضم العديد من المعالم السياحية والمباني التاريخية وكذلك المقاهي والمحلات التجارية.
الأبواب السبعة: تتميز وتعرف مدينة تطوان بأبوابها السبعة، بحيث تحيط بالمدينة العتيقة أبواب سبعة وهي الأبواب التي كان في الماضي يدخل ويخرج من خلالها سكان المدينة وكذلك زوارها، كما أنها كانت تغلق في السابق في وقت محدد من الليل ولم يكن لسكان المدينة الحق بالدخول بعد غلق الأبواب، وكانت أيضا حصن حصين للمدينة من هجوم الأعداء على المدينة.
سوق الطرانكات القديم: ويعتبر هذا من بين الأسواق القديمة في المدينة بحيث يباع فيه مجموعة من الفواكه والخضروات المختلفة، وكذلك يوجد فيه أيضا مجموعة مختلفة من التجارة نجد منها تجارة بيع الأواني، ويعتبر هذا السوق مكانًا حيويًا بالنسبة للتجارة حيث يعكس الحياة اليومية للمدينة.

ماهي تكلفة السياحة في مدينة تطوان؟

تختلف وتتفاوت تكلفة السياحة الى مدينة تطوان حسب عدة عوامل منها، نوع الإقامة، وكذلك الأنشطة والأماكن المرغوب في زيارتها، وكذلك استعمال وسائل النقل.
الإقامة:
فنادق اقتصادية: يبدأ ثمنها من 10 إلى 100 دولارًا لليلة.
فنادق فاخرة: تبدأ من 100 دولار الى ما فوق لليلة الواحدة.
الطعام:
وجبة اقتصادية: يمكن أن تكون تجربة أكل الشوارع والتي تقدم وجبات سريعة وبثمن مناسب ابتداءً من 2 دولار الى 10 دولار للوجبة الواحدة.
وجبة فاخرة: يمكن للزائر تناول وجبات فاخرة أيضا والتي تقدمها في الغالب الفنادق والمطاعم الفاخرة، وتبدأ من 50 دولار الى ما فوق للوجبة الواحدة.
النقل:
سيارة الأجرة: تختلف تكلفة سيارة الأجرة على حسب الرحلة، فالرحلة القصيرة تكون تكلفتها منخفضة والعكس صحيح.
وسائل النقل العمومية: تكلفتها جد منخفضة بحيث لا تتجاوز تكلفتها 0.7 دولار للرحلة الواحدة.
الأنشطة السياحية:
تذاكر الدخول الى المتاحف: في الغالب تكون أثمنتها من 5 دولار وما فوق للتذكرة الواحدة.
الجولات السياحية: وتختلف على حسب الوسائل المستعملة للجولة وعلى حسب جودتها أيضا. فتبدأ من 10 دولار والى غاية 100 دولار.
التسوق: وهي أحسن تجربة يفضلها الزائر للمدينة بحيث توجد مجموعة كبيرة من الأسواق الكبيرة والرائعة، والتي تقدم منتوجات عديدة وذات جودة عالية مع أثمنة متوسطة ومن بينها المنتوجات المصنوعة يدويا.

بصفة عامة، يمكن أن تتراوح تكلفة السفر الى مدينة تطوان المغربية بين 20-80 دولار أمريكي يوميًا، لكن يمكن أن تكون أقل من هذه التكلفة أو أكثر من هذه التكلفة وذلك على حسب البرنامج المسطر للزائر.


تعليقات